الاثنين، 29 أكتوبر 2012

صناعة الكذب في الاعلام



               اثناء ثورة مصر دخل الاعلام الحكومي بشدة وبكل زخمه ضد المعتصمين في ميدان التحرير مطبقا عدة نقاط استخدمها ضدهم ولكنه في النهاية خسر تلك الحرب وانهدمت مايسبيرو وسيعيد الشعب المصري بنائه من جديد حسب ما يرونه مناسبا لحياتهم .
 
           
وكون الفكر واحد وراء الاعلام المصري أو الكويتي فطرق التعامل ضد من يرونه يهدد مصالحهم أيضا واحدة !   
           ولن
قس النقاط التي استخدمها الاعلام المصري في حربه ضد شباب الميدان ومايستخدمه الاعلام الكويتي ضد شباب الارادة .. طبعا مع اختلاف مطالبات كل منهما .



  - استبق الأحداث :  

                  لم تكن هناك تغطية لما جرى في مسيرة كرامة وطن من أي القنوات بشكل محايد بل كان التركيز على أن ما يحدث هو أمر دخيل على المجتمع الكويتي وتم من البداية استباق الاحداث وتوجيه فكر المتابعين لتلك القنوات أنه محاولة انقلاب وقامت بتغذية تلك الفكرة بشكل مكثف ومضاعف حتى صدقها الكثيرين .. !!



- هول :
       
 
    [  لا تترك الشعب يعتقد أنها مطالبات عادية اجعل أعدائك أصحاب قوة خارقة ممولين من الخارج 

       ذلك ما رأيناه من اتهامات متتالية من أطراف حكومية وموالين لها بأن الحراك الشبابي في الكويت هو ذو أجندات خارجية وأنه يحدث بواعز من دول محيطة !!
وفي الأخير اتهموه أنه تحت سيطرة جماعة الأخوان المسلمين وتوجيهاتهم .. إذ أنه بعد وصولهم للسلطة في تونس ومصر أوجد ذلك رعب حقيقي لدى الحكومات العربية المترهلة بأن الدور سيأتيهم .. وهذا ماجعلها تشير بأصابع الاتهام وتهمة التبعية لجماعة الإخوان دون التمهل قليلا وفهم شعوبهم أو إن كانت تلك التهمة تنطبق عليهم .. فمجموعة الشباب الذين تحركوا للاعتراض على فساد حكومتهم كانوا من مختلف المشارب .. كان فيهم الليبرالي والسلفي والشعبوي وغيرهم .. لكن التهمة كانت جاهزة ولا يهم انطباقها .. المهم ان يتم تصديقها بالتأكيد عليها كل مرة !!



 

   - هون    :

    
          اعطاء صورة مغلوطة عن عدد من شارك في المسيرة والقول أن من شارك بحدود 150 - 200 شخصا وليس 150-200 ألف شخص كما شهدت بذلك وسائل الاعلام الخارجية  
!!
       
      

         اعطاء معلومات مغلوطة كذلك عن الاصابات التي حدثت وكيف تم علاجها مثل المقابلة مع دكتور السهلاوي في القناة الاولى لتلفزيون الكويت والتي ذكر فيها أن الاصابات كانت كلها بسيطة وتم علاجها في وقتها !!
      
 
      عمل المقابلات مع من يسمون بشيوخ القبائل و ناطقين باسم مجموعة دواووين يعلنون ولائهم التام للأمير والسمع والطاعة في إشارة واضحة أن ذلك ( النفر ) هم مجموعة من الصبية المغرر بهم !!


- أفزعهم :

           
نشروا بين الشعب عامة والغافلين خاصة أن المسيرات والتجمعات هي أمور سيئة ومعطلة للحياة في البلاد .
           
           نشروا عن أفراد شرطة مصابين وأنه تم الاعتداء عليهم من قبل مشاركين في المسيرة .. وإن حصلت صور لهم على أسرة المستشفى فهذا أمر جيد .
           
           نشروا أنه تم تكسير عدد من سيارات الشرطة ! وأنه تم تعطيل المرور في الشوارع وتأخير مصالح الناس دون ذنب !
          
          نشروا صور من سجنوا حتى يرتعب غيرهم وحتى يفكرون أنهم مجموعة من الغوغائين يستحقون الاعتقال !
         
         اظهروا صور وتسجيل هروب المواطنين العزل إلى داخل برج التحرير من بطش القوات بأنه محاولات لاقتحامه من قبل الغوغائين وتكسيره ! وأن ماقامت به القوات هو مجرد اعتقال لهم على تخريبهم .. فالتسجيلات الحقيقية على اليوتيوب ليست بالضرورة رآها الكل وخصوصا الشريحة المتابعة لشاشات التلفزيون والمطلوب التأثير عليهم بالدرجة الاولى .


- شتت و شوه :

                
هنا يتجه الاعلام إلى ضرب جموع الشباب الذين خرجوا في المسيرة بالتشكيك بهم وبأهدافهم وبالشخصيات التي تقف معهم بل وقد يصل الضرب لتحت الحزام !!
       
فالغاية تبرر الوسيلة وكل الطرق - بالنسبة لهم - مشروعة مادام سيحقق غايتهم وهو تفتيت عضد الجموع وتشتيتهم .

     
سيتم التركيز وبشكل مكثف ومكرر على مقابلة شيوخ القبائل والوجهاء وأصحاب دواوين واجتماع الأسرة والهتاف باسم الأمير وتجديد البيعة له والأغاني الوطنية أي أنه سيتم الضغط لتأكيد تهمة الانقلاب على الحكم بشكل ظالم ومفترى فكل مايريده الحراك الشعبي هو القضاء على الفساد في البلاد ولم يتم الهتاف أو المطالة أو حتى التفكير بالانقلاب على مسند امارة !!

   
ولكنه الخبث الذي يحاول حصر هذا التحرك في هذا القفص .. وهنا سيدخلون حكاية ( عناصر خارجية ) و ( أجندات خارجية ) إذ ان فكرة تدخل دولة محيطة ستجعل الناس تنفر من تلك الدولة وتشكك بكل ما يأتي من ناحيتها !

       
سيتم التشكيك بكل حركة أو عمل يأتي به شباب الحراك .. مثل السؤال الغبي عن مصدر أموال ( فطور ) يوم الوقوف بعرفة مع أنه لم يكلف بضعة مئات تحسب على أصابع اليد الواحدة غير أن كثيرين جلبوا فطورهم معهم .. في حين تركوا السؤال عن ملايين سرقت وأهدرت أمام أعين الجميع .. ولكن هي عين المحب عن كل عيب كليلة .




كن أنت الراوي الوحيد :

           
في الكويت جميع القنوات التلفزيونية والجرائد الرئيسية هي ملك لشيخ من الأسرة الحاكمة أو لتاجر متنفذ يفيده بقاء الوضع على ما هو عليه .
       
لذلك فوسائل الاعلام هنا المرئية والمقروءة مجيرة للحكومة ( الا قناة اليوم أو نهج وهم ليسوا بالتأثير المطلوب أو المفترض ) جميع مايذكر بها أو يعرض يكون من وجهة نظر واحدة .. وجهة نظر الحكومة !

        
هذا مايجعلنا نرى مقابلات مع أشخاص موالين لها وقد يكونوا ذوي أساليب سوقية فلا مانع بذلك لزوم الإثارة وزيادة المشاهدين ومتابعين يشيرون إلى مايجري بقصد الدعاية أو دون قصد في مواقع التواصل الاجتماعي .
      
       كما رأيتم كيف تمت فبركة تصريح وزير الخارجية البريطاني ونشره دون حياء أو أدنى تمسك بأصول وأخلاقيات المهنة .. وكما ذكرت سابقا .. الغاية تبرر الوسيلة لديهم حتى لو كان بالكذب والإفتراء !
         
        وأتوقع ان استمر الأمر دون حل جذري فسوف نسمع عن اغلاق مكاتب اعلامية لقنوات خارجية وقد يتم حظر بعض مواقع الانترنت .. فذلك لا استبعده عن إدارة تضم ما بينها عقول تعتبر الزحمة نعمة !




 - استخدام العاطفة

          
استخدام الخطب والتصاريح .. والتي كثرت بشكل ملاحظ هذه الأيام.. تعزف على حب الوطن والتضحية لأجله وكأن الأمر موضع خلاف سابقا !؟
لكن هي طريقة لكسب تعاطف الطيبين والبسطاء من أهل هذا الوطن واظهار الطرف الآخر موضع المتهجم الوقح !
 
         وحاول البعض ممن يعزف على وتر أن الحراك الشبابي هو محاولة انقلاب على الحكم بالخروج في مسيرة معاكسة ورفع الرايات والهتاف للأمير في سبيل (رفع) مستوى التصديق لدى المتابعين بأن مايجري هو انقلاب فعلا   !!


- اختلاق وقائع ممسرحة واحضار شهود :
 
         وليس أبلغ من تغريدة ليس لها مصدر موثوق يحلف كاتبها بالله ثلاثا أن هناك من اتصل عليه وعرض 100 دينار مقابل خروجه في المسيرة !
تلقفتها الصحف الصفراء وأخذت تتغنى بها وتكتب المقالات على أساسها دون التأكد من صحتها .. ولكن ذلك لايهم فهي أتت على ما يريدونه !
 
      وقد يخرج غدا من خلال قنواتهم أو صفحات جرائدهم يلفقون الكذب بأنهم تلقوا الأموال لخروج في مسيرة أو عمل أمور سيئة تلصق بالجموع الشبابية ثارة الفتنة والصاق تهمة الأجندة الخارجية بهم وأنهم لا يسعون لمصلحة عامة !!



  -   ضع ما تريد على ألسنة المشاهير :
 
          التشكيك في تجمعات الشباب وضرب أهدافهم واتهامهم بأنهم تجمعات مغرر بها من جماعات أو دول محيطة على لسان مشاهير من الناس سواء كانت عن طريق مقالات مثل مقال سمير عطا الله أو تصاريح كتصريح وليد جنبلاط أو تغريدات في تويتر مثلما يفعل ضاحي خلفان .. وتلاحظون أنها أسماء غير كويتية لكنها تخوض في الشأن المحلي بكل ثقة ودون حدود .. وسترون غيرهم إن استمر الوضع على ماهو عليه !

       لذلك لكم أن تتصوروا كل ذلك الثقل الاعلامي الذي وقف ضد الحراك الشبابي الذي لايملك إلا ارادته  وتصميمه على محاربة الفساد باصراره وحبه لهذا الوطن .

       فكر واحد وأساليب متشابهة وإن شاء الله النهاية نفسها .. هذا هو الأعلام المتحيز والذي لا يفقه دروس التاريخ ليعلم أن شاكلته دائما ما تكون نهايته مع نهاية الحكومات التي يدين لها بالولاء والتبعية .