الجمعة، 17 أكتوبر 2014

سحب الجناسي .. قرار قانوني أم سياسي ؟



      في البداية لم أصدق حكاية سحب الجناسي واعتبرتها مجرد اشاعات ومحاولة ضغط نفسية على الطرف الآخر ، لم أتخيل للحظة إمكانية استخدام الجنسية وشهادة الانتماء لوطن ما في الصراع السياسي !!
باعتقادي الشخصي أن أول شخص ( فكر ) بالأمر هذا و ( أشار ) به هو شخص يملك من الدناءة والحقد الكثير ويملك من الغباء أكثر ، فهل فكر بما وراء سحب جناسي المواطنين من أمور ؟
هل فكر بآثارها على المدى الطويل ولأجيال قادمة ؟
هل فكر بردود الشعب ونتيجة فعلته على ما يسمونه بـ ( اللحمة الوطنية ) ؟!
أم المهم فرض آرائه وتحقيق أهدافه الشخصية حاليا دون الاهتمام بما جنته فكرته على حياة البشر !!

إن كان الأمر كذلك فهذا يطرح وبقوة حكاية الدولة المؤقتة وبشكل قوي وواضح إن استحضرنا أمور أخرى تحدث هنا !!

       
      تهمة تزوير الجناسي كانت العذر الذي قُدم لسحبها فهل رأينا تقديم المسئول الحكومي الذي وقّع على صحة معلوماتها في المقام الأول وتم استخراجها على أساس موافقته الرسمية للتحقيق والنيابة ؟؟
كنت انتظر هذه الخطوة بعد سماع ذلك العذر ، فخرجت أعذار أخرى سياسية ، وكانت المصيبة أن المتضررين تم منعهم من اللجوء إلى القضاء لسماع أقوالهم وكأن ما فقدوه مجرد منزل دمر أو سيارة احترقت !!

     إني لأتساءل :
من الذي يحدد علاقة الشخص بأرضه ؟
أليس من المفترض أن يكون الشخص الذي يتحكم بمصير وحياة الآخرين ذو صفات إنسانية واخلاقية عالية ؟
كيف تكون وثيقة الانتماء للوطن ورقة سياسية يهدد بها كل من هب ودب خصومه السياسيين اليوم ؟؟
وحين تم منع المتضررين من المحاكم المحلية هل باستطاعتهم منعهم من المحاكم الدولية ؟

أسر كاملة دُمرت حياتهم ، سجنوا في أرض تم رفض انتمائهم لها !
تصوروا .. أن يتم سحب منزلك بحجة أنك غير كويتي !
إن يُطرد أبناؤك من المدرسة بحجة أنك غير كويتي !
أن تُقال زوجتك من وظيفتها بحجة أنها غير كويتية !
أن يطالبونك برواتبك بحجة أنك غير كويتي !!

مصيبة أن تعيش حياتك منذ ولادتك وأنت بدون
والمصيبة الأكبر أَن تصبح بدون بعد أن كنت كويتي !!
والكارثة الأعظم أن من الشعب من هو شامت أو صامت أو مجرد مراقب !!

شعب الهاشتاقات !
الذي أقام الحملات لمناصرة كويتي فقد وظيفته في شركة اتصالات كان يعلم عن تجاوزات فيها على حد قولهم ولو أني أجزم أن الكثيرون لم يناصروه إلا لكونها شركة قطرية !
في وقت لم نرى فيه كل تلك الحمية لمناصرة كويتيين فقدوا كل ما يملكونه في حياتهم ، بل ودون أي فرصة للوقوف أمام القضاء !
بل ستجدون أن حملة مقاطعة الأسماك كانت أعلى صوتا من صوت اعتراضهم على سحب الجناسي بكل تلك القسوة !

 الشامت ، الصامت لا تعتقدون أنكم في مأمن من أن تسحب جناسيكم غدا تحت أي عذر ، سلبيتكم كانت موافقة ضمنية على ما جرى من سلب حقوق !