الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

ضاحي الخلفان .. اصفط وطلّع الاجازة والدفتر !

   







     حين كَثر الحديث منذ فترة عن الاعتقالات في دولة الامارات المتحدة الشقيقة كانت لي تغريدة واحدة أرتأيت بها أن مايجري في وطني من أحداث وأمور يجعلني أنشغل بها عما يجري عند الآخرين ..

قد يقول البعض : ولكنه دفاع عن حق الشخص في التعبير عن رأيه أيا كان موقعه الجغرافي !

    أتفهم ذلك وأحترمه .. ولكن كما ذكرت هو فكري الشخصي .. بأن أبدأ بما أراه إصلاحا ودفاعاً عن الحقوق بمن حولي وكلما كانت النتائج ايجابية كلما كان بالامكان توسيع دائرة التطبيق وتعميم الرأي .. باختصار : من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة .. هذا منطقي .

   السيد ضاحي الخلفان لا أعرف من هو ولم يكن يهمني أن أبحث عن ماهيته .. كل ما أعرفه أنه مواطن من دولة الإمارات الشقيقة .. لا أنكر أنه قد مر علي منذ أيام كلام للجويهل يرحب بخلفان في الكويت ولكني أوعزت ذلك حينها إلى معرفة شخصية أو قد يكون هناك نسب جديد جرى بينهما كما يجري بين أسر كثيرة بدول الخليج :) .



سيد ضاحي ..

     أقدر ( خوفك ) و ( رعبك ) من جماعة الاخوان ليس لرأي سلبي لي من ناحيتهم .. ولكن لاعتقادي أن الكثير من البشر مبليين بأمراض خارج سيطرتهم ! بل أن هناك من البعض من يتعاطى الأدوية تكون لها آثار جانبية تتضح للعيان لمن حولهم قد يتقبلونها بحكم علاقة اجتماعية !
ولكن حين تتعدى تلك الآثار الجانبية لأناس لايمتون للمريض بصلة فمتوقع حينها أن يقف أشخاص منهم لرفض هذا التعدي أيا كان نوع المرض !!


سيد ضاحي ..

    للكويتيين مع حكامهم خصوصية من المفترض أن يعرفها أهل الخليج بالذات من منطلق ( خليجنا واحد ) ! ولكن سنعيد ذكرها هنا بشكل مبسط كدرس تاريخي قد يكون فات البعض حضوره أو الانتباه له !


    حين نقول أن العلاقة بين الكويتيين وحكامهم آل صباح لها خصوصية فذلك يعني أنه ( في سالف العصر والزمان ) كان هناك اتفاق وعهد بين الشعب وبين من جعلوهم حكامٌ لهم محورها المشاركة في هذا الوطن .
وليس أدل على ذلك من صدور الدستور الكويتي بايعاز من الشيخ عبدالله السالم - رحمه الله - حاكم الكويت الأسبق وموافقة من الشعب وقبول ذلك من الطرفين رسمياً .
    وبالامكان الاطلاع على نصوص الدستور لمن أراد بالبحث السهل في قوقل .

المادة السادسة من الدستور الكويتي تقول :

نظام الحكم في الكويت ديمقراطي, السيادة فيه للأمة مصدر
السلطات جميعا, وتكون ممارسة السيادة علي الوجه المبين بهذا الدستور  

 
    الأمة مصدر السلطات .. العبارة لا تحتمل أي تأويلات فهي واضحة جداً .. والأمر متعارف عليه منذ البداية بين الشعب وحكامه .. يجعل الأمير حاكماً نقر له بالسمع والطاعة ويجعل الشعب ينصح ويقبل الحاكم ذلك بسعة صدر .

    نحن لا نعبد الأصنام ولا نركع عند أبواب القصور .. والخطأ نشير له بالبنان .. ليس غطرسة ولا تعجرفاً ولكن لصالح أمر هذا الوطن حاضراً ومستقبلاً .. هذه هي الشورى التي جُبِل عليها الشعب الكويتي وكان مجلس الأمة الطريق الرسمي لتلك الحياة .. يتم فيه اختيار اعضائه بكامل الحرية من قبل الشعب واستمر الحال على ذلك حتى اتضح تدخل ( المال السياسي ) في توجيه تلك الاختيارات التي كانت نتيجتها اشاعة الفوضى وإشعال الأزمات المتتالية حتى وصل الأمر أوجه فمارس الشعب حقه وأوصل لحاكمه رفضه وجود ناصر المحمد على رأس رئاسة الحكومة ... وقبل الحاكم الشيخ صباح الأحمد الأمر وقام بعزل المحمد .. وهذا ماحدث وأمر معروف من قبل الكل .

ولكن أن يأتي شخص .. ما .. ويفسر ذلك بأنه انقلاب على الحكم !! فذلك في منتهى الغباء والسذاجة .. قد نراه من بعض الكويتيين لغاية في نفس يعقوب ولكن بالتأكيد هو مرفوض من أن يأتي اتهامنا به من الخارج !!


 سيد ضاحي ..

    لو كان الأمر كما تحاول حضرتك وغيرك بلورته بأنه انقلاب على آل صباح .. فقد حاوله قبلك صدام حسين حين غزا الكويت ومن أعذاره أن هناك من استنجد به ضد الأسرة الحاكمة ولو كان صحيحاً مايقوله لما اضطر لسجن وتعذيب وقتل كويتيين محاولاً ايجاد من يرضى أن يكون حاكما حينها منهم ولكنه فشل !!

    لو كان الأمر كما تحاول حضرتك و غيرك بلورته بأنه انقلاب على آل صباح .. لكانت للشعب فرصة ذهبية وبرعاية عالمية سنة 1990 بالتغيير ولكن أصالة الشعب الكويتي وولائه الجميل رفضت ذلك وتمسكت بحكامها حتى حين خرج اقتراح فرنسي  - ان لم تخني الذاكرة - وقتها يدعو لاستفتاء الكويتيين بحكامهم !

    فالصورة بشكل مجمل .. أن العالم حاول إعطاء الفرصة للكويتيين بتغيير حكامهم ولكن ذلك كان مرفوضاً جملة وتفصيلاً من الشعب .. ولم يكن هناك وقتها أو حتى اليوم أي صوت نشاز خرج من الاجماع الشعبي بارتضاء آل الصباح حكاماً للكويت .

    لذا فنحن لسنا بحاجة لشخص ( مثلك وشرواك ) يضرب أخص العلاقات بين الشعب وحاكمه ويدق الأسفين فيها !!
( يحضرني هنا قول الشاعر بن هذال العتيبي .. من دون صهيون بزتنا صهاينا ) !!

    دعنا نحل مشاكلنا ( الداخلية ) فيما بيننا ولا تحاول نفث أنفاسك العطنة عندنا .. فإن لم تكن محضر خير فاكفنا شرك .. وحتى العلاقة بين الأخوة لها حدود لن يرضى كلاهما أن يتعداها أحدهما !!




سيد ضاحي ..

لن تكون في يوم من الأيام أكثر حباً وتقديراً واحتراماً وولاءً لحكامنا من أصغر مواطن كويتي .. فلا يغرنك تطبيل المعوجين فنحن أولى بتعديل اعوجاجهم .. ولكن هو ترتيب أولويات .



الجمعة، 3 أغسطس 2012

أيها الخونــــــة .. دمرتم بلادنا !!

.






يوم الأربعاء الماضي حضرت لدي إمرأة كبيرة في السن .. وكانت تلبس العباءة على طريقة الكويتيات قديماً ( العباءة على الرأس وتحتها الفستان القصير تحت الركبة )

وأثناء انجازي لمعاملتها .. جرت بيننا محادثة قصيرة :

المرأة : إنتي بدوية ؟
أنا : نعم خالتي !
المرأة : تدرين بنيتي إني شيعية ويوم الغزو والله ما ضمنا غير بيت جيراننا البدو ؟؟
عشنا سوى انتقاسم اللقمة  بسردابهم 7 شهور !
والله انها ليمن الحين اختي وأعز من أختي !

ثم رفعت عيناها وبدأت تلمع بدموعها وقالت : حسبي الله ونعم الوكيل خربوا بيننا !

أخذت أوراقها من يدي فضغطت على يديها  وأنا  ابتسم  فردت لي الابتسامة وخرجت .


موقف أثار فيني الشجون وأحزن قلبي بأفكار كانت تطرأ على بالي كلما رأيت الشحن والتوتر الذي تعيشه الكويت بسبب أشخاص لايهمهم إلا مدى نمو  حساب رصيدهم في البنوك !!


في البداية .. يجب أن نذكر بأن الكويت تضم قديما عددا من الشيعة عاشوا بجنب أهلها السنة .. اشتغلوا معا .. وتربى أبنائهم سويا .
هؤلاء هم شيعة الكويت .. الذين كانوا يدا بيد مع إخوانهم السنة أثناء الغزو العراقي الغاشم .. قاوموا معا واستشهدوا معا واختلطت دمائهم على أرض هذه البلد الغالية .

ولكن من بعد التحرير حدث غزو داخلي خفي .. لم ينتبه إليه الجميع .. تدخل في تلك العلاقة التي يضرب بها المثل في التعايش السلمي فدمرها !
فكانت هناك عناصر دخيلة انضمت للجانب الشيعي تحت غطاء الدين والمذهب المشترك وبدأت تبث سمومها بينهم وضد السنة هنا الذين تكون الانطباع لديهم أنهم محاربون ومنبوذون من الجانب الآخر في الوطن !

وأذكر هنا مثالا واحدا هو اختصار لتدهور تلك العلاقة :

يوسف مصطفي شيعي من أبناء الكويت في يوم الغزو كان الكل يسمع صوته المصدوم وهو ينادي الدول ويستصرخ رؤسائها لنجدة الكويت من غازيها الظالم !
كان ينطق حروفه المقهورة على بلاده ولم يكن حينها شيعي ... بل كويتي فقط !
فماذا الذي غيره  وجعله يستفز السنة وخصوصا البدو منهم بعد سنين من التحرير بقرارات عنصرية ، منها قرار منع الشماغ ؟!!
في نفس الوقت ما الذي جعل الوعلان - والذي احتسبناه رجلاً وطنياً والله حسيبه !- يقيم الدنيا ويرفض إقامة مسرحية أطفال في مسرح مركز تنمية المجتمع لمجرد أن مخرجها أو بطلها ممثل .. شيعي !!
ما الذي غير مبادئهما ؟ من الذي عبث بـــ  .. وطنيتهما ؟!!
وغيرهما في كلا الجانبين الكثير !!

هذا مجرد مثال بسيط لما آلت إليه العلاقة بين الطرفين والذي ببعض التروي  والحيادية في التفكير سنجد أنها بايعاز من أطراف تدخلت بين الجانبين بالسوء وناصبت العداء كل منهما للآخر  وكأن مايجري بينهما ليس بغزو داخلي خبيث سيمزق وطنهما ويضيعه للأبد !!







يعلم الكل أنه حين دخل الغزاة لم يفرقوا بين مذهب الشهيد مبارك النوت وبين مذهب الشهيد قبازرد فالكل بالنسبة لهم كويتيين فقط !!

لكن هل من متعظ ؟!!

لا أعتقد !!

فمن قام بضرب النسيج الوطني في صميمه وفرّق بين سنة وشيعة وبين البدو والحضر شخص أقل ما يقال عنه أنه ( جاهل ) ولكنه مجرد أداة لمستفيدين بالخفاء من هذا التمزق المؤلم بين شرائح المجتمع !
والمؤلم والمحزن أنه قام بكل ذلك العبث تحت نظر الحكومة وسمعها بل وحتى رعايتها !!

ومن تصل به اللامبالاة بالسكوت أمام هذا العبث الصبياني الخبيث في ضرب الوحدة الوطنية ومحاولة القضاء على أكبر عمود يرتكز عليه بقاء الكويت  .. يعتبر خائن !!

كل شخص يفكر مجرد تفكير بضرب مسمار في جدار الوطن هو خائن يجب التشهير به حتى يكون عبرة للغير .. أما هذا التراخي والمحاباة فهو ما أوصل الأمور هذا الحد الخطير من التأزيم الداخلي !

ولو لا سمح الله كان هناك من يتربص بوطننا ويطمع بأخذه من الخارج فاعلموا يا كويتيين أنه لن يكون الوضع كما كان في الماضي .. ستخسرون وطنكم للأبد .. ولن تجدوا من يدافع عنكم أو يساعدكم في استرجاع وطنٍ أنتم لا تستحقونه .. فأنتم من أضاعه المرة هذه بالمرتبة الأولى !!



إنكم تخونون أهل هذا القبر !!




(بالاذن من الأخ ساري )





ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد !