رئيس وزراء ... شعبـــي
في إحدى المرات .. سألني أحد الأخوة المغردين عن رأيي بشأن موضوع رئيس وزراء شعبي في الكويت .
وحيث أن 140 حرفا لن تكفي لشرح رأيي المتواضع .. لذا فليعذرني لكتابته هنا :) .
من جهة أرى أن الديمقراطية في الكويت - وإن كانت قديمة بالنسبة للدول المجاورة - إلا أنها ناقصة ومبتورة .. وما هي إلا كذبة تناقلتها الأجيال وصدقناها نحن بدورنا !!
تنص المادة السادسة من دستور دولة الكويت على :
نظام الحكم ديمقراطي السيادة فيه للأمة ..
مصدر السلطات كلها !
مادة من مواد الدستور الكويتي .. فهل هي مفعلة ؟!
كثير من القوانين والممارسات في المشهد السياسي الكويتي تكسر تلك القاعدة ولنأخذ مثالا واحداً
مجلس الأمة
أعضاؤه الخمسون منتخبون من الشعب ..
لكنهم لا يملكون قرارة أنفسهم في مجلسهم
فهم لا يستطيعون اقرار القوانين دون تصويت من الحكومة المتواجدة معهم في المجلس !!
بل أن جلساتهم ترفع ولا تعقد إذا لم يكن هناك ممثل واحد عن الحكومة حينها !!
ألا زلتم تعتقدونها ديمقراطية :) ؟؟
من جهة أخرى فإني أرى أن الشعب الكويتي ليس مستعداً بعد لرئيس شعبي !
ليس نقصاً في ذلك الشعب الصامد .. ولكن كانت هناك خيوط تُحبك من حوله بهدوء منذ التحرير .. ظهرت بشكل أكثر تعقيداً خلال السنوات العشر الأخيرة تقريباً !
قد تكون سياسة ( فرق تسد ) قديمة .. لكنها بالتأكيد سلاح ماضٍ حين تطبق .. وقد طُبقَت هنا !!
دخلت ( اللحمة الوطنية ) إلى مسلخ دٌبر في ظلام الليل .. فتم تمزيقها وبعثرتها وتحت نظر الحكومة حينها وقد تكون بمباركتها !!
فُرقت فئات المجتمع .. ونُشرت ثقافة الطائفية والقبلية والفئوية بشكل لم تعشه الكويت على طول تاريخها !
دُمرت قيمٌ اجتماعية واستفحلت تهم التخوين بين الكل !
جيل كامل تربى على تلك الأفكار المسمومة !
ومن وضع هذا المخطط الشيطاني لم يكن يهمه كم يكلفه ذلك مادياً - فخزائن الدولة متاحة له - بقدر ما يهمه كسر الأسطورة الكويتية التي رآها العالم كله في تعاضدهم أيام الغزو لدرجة أن الغازي لم يجد شخصاً واحداً يقبل بخيانة حاكمه والاعتراف بالغازي حاكماً له !!
ولقد كان له ما يريد ..... للأسف
لذلك وفي ظل هذه الظروف لا أحبذ رئيس وزراء شعبي
ليس قبل أن يُعاد استرجاع الذاكرة الكويتية القديمة والتخلص من جميع بقايا العفن الفاسد الذي مازالت بيوضه تعشش بعض الزوايا هنا وهناك !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق